Mar 10 2018
اردوغان يستغيث بحلف “الناتو” ويطالبه بحماية حدود بلاده من الارهاب.. هل تجد هذه الاستغاثة اي اجابة.. ولماذا؟ وما هو السيناريو المتوقع في عفرين وجوارها؟
عبد الباري عطوان
الانجاز الاكبر الذي تحقق للاتراك، شعبا، وحكومة، واحزابا، من جراء تدخلهم في الازمة السورية التي بدأت دخول عامها الثامن هذه الايام، هو اكتشافهم “الصادم” ان عضويتهم في حلف “الناتو” الذين كانوا احد مؤسسه قبل اكثر من ستين عاما، كانت عضوية من الدرجة “الخامسة”، عضوية بواجبات ملزمة، ودون اي حقوق في المقابل.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وجه اليوم (السبت) في خطاب القاه في محافظة مرسين، دعوة الى حلف “الناتو” للقدوم الى سورية، والمساعدة في حماية الحدود التركية من الارهاب، وقال بالحرف “اخاطب الناتو.. اين انتم.. تعالوا الى سورية.. لماذا لا تأتون.. اليست تركيا احد دول الحلف.. دعوتونا الى افغانستان والصومال والبلقان فلبينا النداء.. الآن ادعوكم الى سورية فلماذا لا تلبون النداء؟”.
***
هذا النداء “غير المفاجيء” للرئيس اردوغان يحمل الكثير من المعاني، ويرمي الى تحقيق العديد من الاهداف ايضا:
-
الاول: ان الرئيس اردوغان الذي “تورط” في عفرين سياسيا وعسكريا بدأ يدرك جيدا ان حسم المعركة في هذه المدينة التي بدأ في خاصرها لن يكون سهلا، وقد يكون مكلفا، في ظل تدفق المقاتلين الاكراد اليها من الرقة والقامشلي وعين العرب والحسكة، وربما بدعم امريكي، ولذلك يطلب نجدة الحلف الذي قدم الاتراك له خدمات جليلة في ذروة الحرب الباردة.
-
الثاني: من غير المستبعد ان يكون الرئيس اردوغان بتوجيه هذا النداء، كان يخاطب الشعب التركي، اكثر مما كان يخاطب حلف “الناتو”، ويريد ان يقول له، او للجناح الغربي الذي يطمح بأن تكون هوية بلاده اوروبية، ليس شرقية اسلامية، ان هذا الحلف لم يتدخل لحماية حدود بلادكم من الارهاب عندما طالبتوه بذلك، وتخلى عن كل التزاماته نحوكم المنصوص عليها في ميثاق الحلف.
-
الثالث: التوجه الى “منبج” بعد اقتحام عفرين، يعني الصدام مع الولايات المتحدة المتواجة قواتها في المدينة، وفي حوالي 20 قاعدة عسكرية تمتد على طول الحدود التركية السورية، اي الصدام مع القوة الاعظم في هذا الحلف، ولهذا يناشد الاوروبيين بالذات الى منع هذا الصدام بين عضويين مؤسسين، والضغط على امريكا لتغيير مواقفها الداعمة للاكراد ومشروعهم الانفصالي الكبير بالتالي.