Sep 15 2017
عبد الملك الحوثي يهدد الامارات بالقصف الصاروخي ويطالب رجال الاعمال بالرحيل.. هناك سببان رئيسيان لهذا التطور غير المسبوق ما هما؟ ولماذا نعتقد ان الحرب في اليمن ستزداد اشتعالا مع قرب نهاية نظيرتها في سورية؟
عبد الباري عطوان
فوجيء الكثيرون، ونحن من بينهم، بالتهديدات العنيفة، وغير المسبوقة، التي وجهها السيد عبد الملك الحوثي، زعيم حركة “انصار الله” الى دولة الامارات العربية، وتوعد فيها بشن هجمات صاروخية لضرب اهداف فيها، وضد اهداف نفطية سعودية اخرى مؤكدا انها في مرمى الصواريخ الحوثية التي تعززت بتكنولوجيا متطورة.
عنصر المفاجأة يكمن في كونها المرة الأولى التي يوجه زعيم “انصار الله” مثل هذه التهديدات الى دولة الامارات، وعاصمتها ابو ظبي بالذات، منذ بدء الازمة اليمنية قبل عامين ونصف العام، والاهم من ذلك تحذيره للشركات الغربية بأن عليها ان تنظر اليها، أي دولة الامارات، كبلد آمن بعد اليوم”.
هذه التهديدات والطريقة التي صيغت بها، تنبيء بوجود “قلق كبير” لدى الحركة الحوثية وزعيمها، منبعه خطط دولة الامارات وخطواتها المقبلة التي باتت تشكل خطرا استراتيجيا، بل وربما وجوديا على الحركة في اليمن، السيد الحوثي لم يفصح عن أسباب القلق هذه، لكن ليس من الصعب التكهن بها، وايجازها في نقطتين رئيسيتين:
-
الأولى: وجود مخاوف حقيقة لدى تيار “انصار الله” الحوثي بلعب الامارات دورا حقيقيا في محاولة شق التحالف “الحوثي المؤتمري”، ومحاولة استمالة الرئيس علي عبد الله صالح الى جانب التحالف العربي، وتحريضه على اعلان الحرب لاجتثاث الحوثيين بإعتباره الأكثر خبرة وتأهيلا لهذه المهمة، ووعده بتقديم الدعم والمساندة له.
-
الثانية: التحشيد العسكري المتنامي الذي تقوده دولة الامارات، وقيادتها العسكرية في اليمن، استعدادا لشن هجوم بري وبحري وجوي وشيك للاستيلاء على ميناء الحديدة الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد والاهم للحوثيين الى العالم الخارجي، وتمر عبره جميع الاحتياجات الغذائية والتجارية والعسكرية.